سورة الأعراف - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


سبق الكلام في مثله.


{كِتَابٌ} خبر مبتدأ محذوف أي هو كتاب، أو خبر {المص} والمراد به السورة أو القرآن. {أَنزَلَ إِلَيْكَ} صفته. {فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ} أي شك، فإن الشك حرج الصدر أو ضيق قلب من تبليغه مخافة أن تكذب فيه، أو تقصر في القيام بحقه، وتوجيه النهي فيه للمبالغة كقولهم: لا أرينك ها هنا. والفاء تحتمل العطف والجواب فكأنه قيل: إذا أنزل إليك لتنذر به فلا يحرج صدرك. {لِتُنذِرَ بِهِ} متعلق بأنزل أو بلا يكن لأنه إذا أيقن أنه من عند الله جسر على الإنذار، وكذا إذا لم يخفهم أو علم أنه موفق للقيام بتبليغه. {وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ} يحتمل النصب بإضمار فعلها أي: لتنذر وتذكر ذكرى فإنها بمعنى التذكير، والجر عطفاً على محل تنذر والرفع عطفاً على كِتَابٌ أو خبراً لمحذوف.
{اتبعوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ} يعم القرآن والسنة لقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يوحى} {وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} يضلونكم من الجن والإِنس. وقيل الضمير في {مِن دُونِهِ} ل {مَا أَنزَلَ الله} أي: ولا تتبعوا من دون دين الله دين أولياء. وقرئ: {ولا تبتغوا}. {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} أي تذكراً قليلاً أو زماناً قليلاً تذكرون حيث تتركون دين الله وتتبعون غيره، و{ما} مزيدة لتأكيد القلة وإن جعلت مصدرية لم ينتصب {قَلِيلاً} ب {تَذَكَّرُونَ}. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {تَذَكَّرُونَ} بحذف التاء، وابن عامر: {يتذكرون} على أن الخطاب بعد النبي صلى الله عليه وسلم.


{وَكَم مّن قَرْيَةٍ} وكثيراً من القرى. {أهلكناها} أردنا إهلاك أهلها، أو أهلكناها بالخذلان. {فَجَاءهَا} فجاء أهلها. {بَأْسُنَا} عذابنا. {بَيَاتًا} بائتين كقوم لوط، مصدر وقع موقع الحال. {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} عطف عليه أي: قائلين نصف النهار كقوم شعيب، وإنما حذفت واو الحال استثقالاً لاجتماع حرفي العطف، فإنها واو عطف استعيرت للوصل لا اكتفاء بالضمير فإنه غير فصيح. وفي التعبيرين مبالغة في غفلتهم وأمنهم من العذاب، ولذلك خص الوقتين ولأنهما وقت دعة واستراحة فيكون مجيء العذاب فيهما أفظع.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8